لعل أحد أهم أسباب لجوء الكثيرين لعملية الحقن المجهري في الوقت الحالي نسب النجاح التي تزداد يومًا بعد يوم، وهذا ما شجعني وجعلني أقول بأن لما لا نجرب وسيلة علمية حديثة جاءت لإنقاذ البشر من يأس العقم، ولذلك سأنقل لكم تجربتي بالتفاصيل.
تقنية الحقن المجهري بالتفصيل
الحقن المجهري عبارة عن مجموعة من الإجراءات
الطبية التي يتم تطبيقها على الزوجين بعد معاناتهم من مشكلات العقم، وهي من أقوى
وسائل الإخصاب المساعد التي ظهرت على الساحة عام 1991، وحققت نسب نجاح كبيرة تخطت
بها عمليات التلقيح الصناعي.
هذه التقنية تحتاج إلى إجراء العديد من الفحوصات
والتحاليل للزوجين، وبعدها يتم تحضير الأم وتخضع لبروتوكول كامل من تنشيط البويضات
ويختلف هذا البروتوكول من حالة لأخرى حسب طبيعة التبويض لدى الأم، وحسب المشكلة
الصحية التي تعاني منها ومنعتها عن الإنجاب بشكل طبيعي.
كيف يحدث الحقن المجهري؟
عندما قررت تجربة الحصول على طفل عن طريق الحقن
المجهري، كان من الطبيعي أن أسأل عن كيفية حدوث ذلك، والأمر بالطبع معقد ولكن
طالما كان الفريق الطبي محترف فلا قلق، حيث:
· بعد الانتهاء من تنشيط بويضات الأم يتم متابعتها
بجهاز السونار حتى تصل إلى الحجم والعدد المناسب لعملية الحقن المجهري.
· يتم إجراء تحليل e2
طوال فترة تنشيط البويضات.
· يحدد الطبيب موعد عملية سحب البويضات من الأم،
والتي تتم تحت تأثير التخدير الكلي، حتى لا تشعر الأم بأي ألم.
· خلال تلك الإجراءات يتم أخذ عينة السائل المنوي
من الأب لتخصيب البويضات بها.
· عملية الحقن المجهري عن سواها من التقنيات تتميز
بأنه يتم حقن حيوان منوي واحد بشكل مباشر بداخل كل بويضة، وبعدها تزرع البويضات المخصبة
داخل جدار الرحم.
· عملية زراعة البويضات سهلة لا تحتاج إلى تخدير،
وتسمى عملية إرجاع الأجنة، وفيها يتم إرجاع جنين واحد أو اثنين أو ثلاثة كحد أقصى.
· تقوم الأم بعمل اختبار حمل رقمي بعد أسبوعين حتى
تتأكد من ظهور الحمل.
ما
الوقت المستغرق في عملية الحقن المجهري؟
وفق
تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل تختلف
المدة الزمنية المستغرقة في القيام بعملية الحقن المجهري من حالة لحالة أخرى حسب
طبيعة تبويض كل أم، ومدى استجابتها للحقن المنشطة، فهناك من يصف لها الطبيب
برتوكول تنشيط قصير المدة بحيث لا يتجاوز
الشهر الواحد، وهناك من يصف لها الطبيب برتوكول تنشيط طول الوقت قد يستغرق 3 أشهر.
وفيما يتعلق بمدة سحب
البويضات فهي كذلك تختلف من سيدة لسيدة أخرى، ولكنها لا تتجاوز عامة ساعة واحدة
على أقصى تقدير، فهناك من السيدات لا تحتاج إلى أكثر من ربع ساعة فقط إذا كان عدد
البويضات قليل.
أما عملية زراعة الأجنة فهي
إجراء بسيط يتشابه لحد كبير مع كشف النسا عن طريق السونار المهبلي الذي لا يستغرق
سوى دقائق، ويتم إجراءه على يد طبيب استشاري خبير في تقنية الحقن المجهري، حتى
يقوم بزراعة الأجنة في المكان الصحيح بالرحم.
هل تسبب عملية الحقن المجهري ألم؟
الكثير من السيدات يطرحن هذا السؤال، وما تعلمته
من خلال تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل أن الإحساس بألم العملية أمر نسبي مختلف
من سيدة لسيدة أخرى، فالأجسام عامة لها رد فعل مخالف تجاه الشعور بألم الإبر، وذلك
لأن العملية بشكل أساسي تعتمد على الابر التنشيط.
أما عن الألم المؤكد في هذه العملية فهو ألم عملية سحب البويضات، حيث تشعر المرأة بأوجاع أسفل البطن عند الإفاقة من التخدير، وهذه الآلام تتراوح بين متوسطة أو حادة حسب عدد البويضات المستخلصة، كما يتم تشعر المرأة بالغثيان والتقلبات المزاجية، ولكن كل هذه الأعراض تعتبر طبيعية وتتلاشى عقب ثلاثة أيام مع تناول المضاد الحيوي الذي يصفه الطبيب.
عوامل نجاح عملية الحقن المجهري
هناك مجموعة من العوامل التي تحدد نجاح عملية
الحقن المجهري من عدم نجاحها، ومن ضمن هذه العوامل التي تعرفت عليها من تجربتي مع
الحقن المجهري بالتفصيل:
· كلما كان عمر الأم أقل من 37 عام، كلما زادت فرص نجاح
عملية الحقن المجهري، حيث تزداد فرص الاستجابة للمنشطات، وينتج المبيضين عدد كبير
من البويضات.
· السائل المنوي لابد أن يتمتع بخصائص جيدة، فكلما
كان عدد الحيوانات المنوية كبير، والتشوهات نادرة، والحركة قوية، كلما زادت فرص تلقيح
الحيوان المنوي للبويضات معمليًا.
· لابد من اختيار مركز خبير في الخصوبة، فكلما كان
مركز الخصوبة متطورًا كلما زادت فرص نجاح عملية الحقن المجهري.
· تحضير الأم طبيًا، فكلما كانت سماكة بطانة الرحم مناسبة
كلما زادت نسبة نجاح زراعة الأجنة.
· لابد من مراعاة العامل النفسي للزوجين، حيث يزيد
من فرص نجاح العملية، كما يساعد على تثبيت الأجنة، حيث هناك أوامر تصدر من المخ للرحم
حتى يفرز الاندورفين الذي يمنع استقرار الأجنة لو كانت الأم تعاني من مشكلات مثل
القلق والتوتر العصبي .
أفضل وقت لإرجاع الأجنة
عندما بدأت التشاور مع طبيبي الخاص خلال تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل أكد لي أن إرجاع الأجنة المخصبة إلى رحم لابد أن يتم في اليوم الخامس حتى يحقق نسب نجاح أعلى في حدوث الحمل، عن إرجاع الأجنة في اليوم الثالث، لأن هذا ما يحدث وقت الحمل الطبيعي، حيث عندما تلتقي البويضة مع الحيوان المنوي ويحدث التلقيح الطبيعي، تبدأ هنا هذه البويضة التي خصبت في الانقسامات المتتالية طوال أربعة أيام.
في اليوم الخامس تبدأ البويضة بالتحرك إلى جدار
الرحم من أجل الالتصاق به، ومن ثم يحدث هنا الحمل، ولذلك نصحني الطبيب بإرجاع
الأجنة في اليوم الخامس أو السادس حتى نحاكي الحمل الطبيعي بتفاصيله الصحيحة، وكل
هذه الإجراءات تمت في مستشفى بداية التي
وفرت لي الرعاية الصحية الاستثنائية، مع معامل وتجهيزات عالمية.
ماذا بعد الحقن المجهري؟
يسعدني أن أنقل لكم تجربتي مع الحقن المجهري
بالتفصيل، لاسيما النصائح والأمور التي نصحني بها الطبيب عقب زراعة الأجنة:
· تجنب تناول بعض الأطعمة مثل الوجبات السريعة أو
التي تحتوي على أي مواد حافظة.
· الامتناع كذلك عن الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة،
وتجنب تناول المأكولات البحرية لأنها تحتوي على مادة الزئبق التي تضر الجنين في
هذه المرحلة.
· نصحني الطبيب بتناول الألياف لاسيما الخيار الذي
يساعد على ثبوت الأجنة ويمنع الإمساك.
· بالطبع توقفت عن تناول مشروبات الكافيين الضارة، وانصحك
لو كنت من المدخنين الامتناع عن ذلك طوال فترة الحمل.
· نصحنا الطبيب أنا وزوجي بالتوقف عن ممارسة
العلاقة الحميمة بعد إرجاع الأجنة ولمدة أسبوعين كاملين.
· لابد من تناول الأدوية الموصوفة في مواعيدها المحددة، حتى موعد تحليل الدم الرقمي الذي يبشر بحدوث الحمل.Z
وهكذا نقلت لكم تجربتي مع الحقن المجهري
بالتفصيل، وأهم شيء تعلمته من تلك التجربة اختيار الطبيب الخبير في تنفيذ مثل هذه
العمليات، واتباع الأوامر الطبية المنضبطة التي ساعدتني على تحقيق حلم الأمومة
الذي طال انتظاره.